الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ } التي يبذلونها في جلب المنافع ودفع المضار { وَلاَ أَوْلاَدُهُم } الذي بهم يتناصرون في الأمور المهمة { مِّنَ ٱللَّهِ } أي: من عذابه تعالى { شَيْئاً } من الإغناء، أي: لن تدفع عنهم شيئاً من عذابه. يقال: ما أغنى فلان شيئاً، أي: لم ينفع في مهم، ولم يكف مؤنة. ورجل مغن أي مجزئ كاف - قاله الأزهريّ. ونظير هذه الآية قوله تعالى:يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء: 88-89] { وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } بفتح الواو أي: حطبها، وقرئ بالضم بمعنى أهل وقودها، وأكثر اللغويين على أن الضم للمصدر أي: التوقد، والفتح للحطب. وقال الزجّاج: المصدر مضموم، ويجوز فيه الفتح. وهذا كقوله تعالى:إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [الأنبياء: 98].