{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } أي: الناطقة بالحق. ويدعوهم إليه بالترغيب والترهيب. وذلك لإلزام الحجة وقطع المعذرة { وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } أي: بالكفر بالآيات وتكذيب الرسل سعياً بالفساد، وإباء عن سبيل الصلاح والرشاد { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا } أي: فهو مما يتمتع ويتزين به أياماً قلائل. وهي مدة الحياة المقتضية { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ } أي: متاعا وزينة في نفسه، لخلوّه عن شوائب الألم { وَأَبْقَىٰ } لأنه أبديّ لا يزول { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ * أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً } أي: بإيمانه وعمله الصالح { فَهُوَ لاَقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } أي: من الذين أحضروا للحساب أو للنار أو العذاب.
قال الشهاب: وقد غلب لفظ (المحضر) في القرآن في المعذَّب. وإليه أشار الزمخشريّ، وصرح به في البحر { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }.