الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } * { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

{ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } أي: الوادي الغربيّ الذي كوشف فيه موسى عن المناجاة { إِذْ قَضَيْنَآ } أي: قدرنا وأنهينا { إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } أي: أمر الإرسال والإنباء { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ * وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً } أي: بين زمانك وزمان موسى { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } أي: أمد انقطاع الوحي، واندرست معالم الهدى، وعم الضلال والبغي والردى، فاقتضت رحمتنا إرسالك لنخرجهم من الظلمات إلى النور { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } أي: مقيماً { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } أي: لك، وموحين إليك تلك الآيات. أي ما كان الإنباء بها إلا وحيا مصدره الرسالة.

{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } أي: وقت ندائنا موسى { وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } أي: ولكن أرسلناك بالقرآن الناطق بما ذكر وبغيره، لرحمةٍ عظيمة كائنة منّا لك وللناس { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } أي: من نذير في زمان الفترة، بينك وبين عيسى { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي: يتعظون بإنذارك.