الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

{ وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ } أي: لفرعون، حين أخرجته من التابوت { قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي: بما سيكون { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً } أي: خاليا من العقل، لما دهمها من فرط الجزع، وأطار عقلها من الدهش، لما بلغها وقوعه في يد فرعون { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } أي: بأمره وقصته، وأنه ولدها { لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: لولا أن ألهمناها الصبر. شُبه بربط الشيء المنفلت ليقرّ ويطمئن. ومعنى { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: المصدقين بوعد الله. وهو قوله:إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ } [القصص: 7].

قال الزمخشري: ويجوز، وأصبح فؤادها فارغا من الهم، حين سمعت أن فرعون عطف عليه وتبنّاه. إن كادت لتبدي بأنه ولدها، لأنها لم تملك نفسها فرحاً وسروراً بما سمعت. لولا أنّا طامنا قلبها وسكنا قلقه الذي حدث به من شدة الفرح والابتهاج، لتكون من المؤمنين الواثقين بوعد الله، لا بتّبني فرعون وتعطفه { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ } أي: اتّبعي أثره لتنالي خبره { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ } بضم النون وسكونها. أي: عن بعد { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي: أنها تتعرف حاله.