الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } * { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } * { وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } * { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }

{ وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } أي: شأنهم وعادتهم الإفساد، كما يفيده المضارع وتأكيده بقوله: { فِي ٱلأَرْضِ } الدال على عموم فسادهم. وهو صفة (رهط9 أو (تسعة) { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ } أي: ليحلف كل واحد منكم على موافقة الآخرين، بالله الذي هو أعظم المعبودين: { لَنُبَيِّتَنَّهُ } أي: لنقتلنّه ليلا. قرئ بالتاء على خطاب بعضهم لبعض { وَأَهْلَهُ } أي: من آمن معه. { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } أي: الطالب ثأره علينا { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي: ما حضرنا مكان هلاك الأهل، مع تفرقهم في الأماكن الكثيرة، فضلا عن مكانه، فضلاً عن مباشرته { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } أي: ونحلف إنا لصادقون. أو: والحال إنا لصادقون فيما ذكرنا.

{ وَمَكَرُواْ مَكْراً } أي: بهذه الحيلة { وَمَكَرْنَا مَكْراً } أي: بأن جعلناهم سبباً لإهلاكهم { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً } أي: خالية ساقطة. لم تعمر بعدهم لأنهم استؤصلوا { بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي: بأنهم ما أخذوا إلا لظلمهم. وإن عاقبة الظلم الدمار والبوار.