{ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً } أي: ظاهرة بينة { قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَجَحَدُواْ بِهَا } أي: كذبوا بها بألسنتهم { وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ } أي: عرفت أنفسهم أنها آيات يقيناً، لا سيما عند إلقاء السحرة ساجدين { ظُلْماً } أي: للآيات، بتسميتها سحراً كقوله:{ بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } [الأعراف: 9] ولقد (ظلموا بها) { وَعُلُوّاً } أي: تكبراً عن الانقياد لموسى { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي: من إهلاكهم بالإغراق، لغرقهم في بحر الفساد والإفساد { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً } أي: بالقضاء بين الناس، وحكمة باهرة { وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ * وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } أي: العلم والحكمة والنبوة أو الملك { وَقَالَ } أي: تحدثا بنعمة الله وتنويها بمنته { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ } أي: فهم صوته { وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ } أي: البين الظاهر. وهو قول وارد على سبيل الشكر والمحمدة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " أي: أقول هذا القول شكرا، ولا أقوله فخراً.