{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } أي: الأدنين. وإنه لا يخلص أحداً منه إلا إيمانه بربه عز وجل. وقد قال عليه الصلاة والسلام لما نزلت عليه: " يا فاطمة ابنة محمد! يا صفية ابنة عبد المطلب! يا بني عبد المطلب! لا أملك لكم من الله شيئاً. أنقذوا أنفسكم من النار " وقد بسط الأحاديث الواردة في ذلك، ابن كثير. فراجعه. وقوله تعالى: { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: ليّن جانبك لهم، مستعار من حال الطائر. فإنه إذا أراد أن ينحط خفض جناحه { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } أي: من النوم إلى التهجد { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } أي: المصلين. أي: تصرفك فيما بينهم بالقيام والركوع والسجود، إذا أممتهم. يعني: يراك وحدك ويراك في الجمع. والتوصيف بذلك للتذكير بالعناية بالصلاة ليلاً وجمعاً وفرادى. أو معنى الآية: لا يخفى عليه حالك، كلما قمت وتقلبت مع الساجدين، في كفاية أمور الدين. أو هي كناية عن رعايته صلوات الله عليه، والعناية به. كقوله تعالى:{ وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } [الطور: 48].