الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }

{ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } أي: أولاداً وحفدة، تقر بهم العيون وتسر بمكانهم الأنفس، لحيازتهم الفضائل واتصافهم بأحسن الشمائل. و(قرة العين) إما من القر وهو البرد. لأن دمعة السرور باردة، ولذا قيل في ضده (أسخن الله عينه) أو من القرار لعدم النظر لغيره، وجوز في (من) أن تكون ببيانه وعليه قول كثير من أن فيه الدعاء بصلاح الزوجات. وقوله تعالى: { وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } أي: أئمة. اكتفى بالواحد لدلالته على الجنس، مع رعاية الفواصل. أي: يقتدي بنا في الخير. أو هداة دعاة إلى الخير. فإن ذلك أكثر ثواباً وأحسن مآباً. قال في (الإكليل): في الآية طلب الإمامة في الخير. وفي (العجائب) للكرماني: قال القفال وغيره من المفسرين: في الآية دليل على أن طلب الرياسة في الدين واجب. انتهى.

وكذا قال الزمخشري، عن بعضهم: إن فيه ما يدل على أن الرياسة في الدين، يجب أن تطلب ويرغب فيها.

وقوله تعالى: { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ... }.