الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً }

{ وَقَالُواْ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ } أي: كما نأكل { وَيَمْشِي فِي ٱلأَسْوَاقِ } أي: يتردد فيها لشؤونه كما نمشي. قال الزمخشري: يعنون أنه كان يجب أن يكون ملَكاً مستغنياً عن الأكل والتعيش. أي: فيخالف حاله حالنا. قال أبو السعود: وهل هو إلا لعمههم وركاكة عقولهم، وقصور أنظارهم على المحسوسات. فإن تميز الرسل عمن عداهم ليس بأمور جسمانية، وإنما هو بأمور نفسانية. كما أشير إليه بقوله تعالى:قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ } [الكهف: 110] ثم نزلوا عن اقتراحهم أن يكون ملكا، إلى اقتراح أن يكون إنساناً معه ملك حتى يتساندا في الإنذار فقالوا: { لَوْلاۤ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً } ثم نزلوا أيضاً إلى اقتراح أن يرفد بكنز، إن لم يرفد بملك، فقالوا: { أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ... }.