{ وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } أي: لم يجاوزوا الحد في الإنفاق، ولم يضيقوا على أنفسهم وأهليهم وما يعروهم بخلاً ولُؤْماً. بل كانوا في ذلك متوسطين، وخير الأمور أوسطها. قال الزمخشري: وصفهم الله بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير. وبمثله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم{ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ } [الإسراء: 29]. وروى الإمام أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من فقه الرجل رفقه في معيشته " وأخرج أيضاً عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما عال من اقتصد " وروى البزار عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أحسن القصد في الغنى، وما أحسن القصد في الفقر، وما أحسن القصد في العبادة ". وعن الحسن: ليس في النفقة في سبيل الله سرف. وسمع رجل رجلاً يقول: لا خير في الإسراف. فقال: لا إسراف في الخير.