{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ } أي: قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } أي: هلاكاً. أي: نادوه نداء المتمني الهلاك، ليسلموا مما هو أشد منه. كما قيل: أشد من الموت ما يتمنى معه الموت. فيقال لهم { لاَّ تَدْعُواْ ٱلْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَٱدْعُواْ ثُبُوراً كَثِيراً } لكثرة أنواعه المتوالية. فإن عذاب جهنم ألوان وأفانين. أو كثرته باعتبار تجدد أفراده وإن كان متحداً. أو كثرته كناية عن دوامه. لأن الكثير شأنه ذلك كما قيل في ضده{ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ } [الواقعة: 32-33] وقيل: وصف الثبور بالكثرة، لكثرة الدعاء أو المدعو به.