الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ }

{ وَٱلْقَوَاعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ } أي: اللاتي قعدن عن الحيض والولد، لكبرهن { ٱلَّلاَتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً } أي: لا يطمعن فيه، لرغبة الأنفس عنهن { فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ } أي: الظاهرة مما لا يكشف العورة، لدى الأجانب. أي: يتركن التحفظ في التستر بها. فلا يلقين عليهنَّ جلابيبهن ولا يحتجبن { غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } أي: مظهرات لزينة خفية. يعني الحليّ في مواضعه المذكورة في قوله تعالى:وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ } [النور: 31] أو المعنى غير قاصدات بالوضع، التبرج. ولكن التخفف إذا احتجبن إليه { وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ } أي: من وضع تلك الثياب { خَيْرٌ لَّهُنَّ } لأنه أبلغ في الحياء وأبعد من التهمة والمظنة. ولذا يلزمهن، عند المظنة، ألا يضعن ذلك. كما يلزم مثله في الشابة { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ } أي: فيسمع مقالهن مع الأجانب، ويعلم مقاصدهن من الاختلاط ووضع الثياب. وفيه من الترهيب ما لا يخفى.