الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ }

{ وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي: خلقكم وبثكم بالتناسل فيها { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي: تجمعون يوم القيامة، بعد تفرقكم إلى موقف الحساب { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي } أي: خلقه، أي: يجعلهم أحياء، بعد أن كانوا نطفا أمواتا، ينفخ الروح فيها، بعد الأطوار التي تأتي عليها { وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي: بالطول والقصر. فهو متوليه ولا يقدر على تصريفهما غيره { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي: إن من أنشأ ذلك ابتداء من غير أصل، لا يمتنع عليه إحياء الأموات بعد فنائهم. ثم بين تعالى أنهم لم يعتبروا بآياته، ولا تدبروا ما احتج عليهم من الحجج الدالة على قدرته على فعل كل ما يشاء، بقوله: { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } أي: من الأمم المكذبة رسلها.