الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } * { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } أي: التوراة { لَعَلَّهُمْ } أي: قومه { يَهْتَدُونَ } أي: إلى طريق الحق، بما فيها من الشرائع والأحكام { وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً } أي: دلالة على قدرتنا الباهرة. لأنها ولدته من دون مسيس. فالآية أمر واحد نسب إليهما. أو المعنى: وجعلنا ابن مريم آية بما ظهر منه من الخوارق، وأمه آية بأنها ولدته من غير مسيس. فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها { وَآوَيْنَاهُمَآ } أي: جعلنا مأواهما أي: منزلهما { إِلَىٰ رَبْوَةٍ } أي: أرض مرتفعة { ذَاتِ قَرَارٍ } أي: مستقر من أرض منبسطة مستوية. وعن قتادة: ذات ثمار وماء. يعني: أنه لأجل الثمار يستقر فيها ساكنوها { وَمَعِينٍ } أي: وماء معين ظاهر جارٍ. من (معن الماء إذا جرى) أو مدرك بالعين (من عانه) إذا أدركه بعينه.