{ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } أي: وقتها الذي عين لهلاكها { وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا } أي: متواترين، واحداً بعد واحد { كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً } أي: في الإهلاك { وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } أي: أخباراً يُسمر بها ويُتعجب منها. يعني أنهم فنوا ولم يبق إلا خبرهم، إن خيراً وإن شراً.
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسناً لمن وعى
{ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي: حجة واضحة ملزمة للخصم. والمراد به الآيات نفسها، عبر عنها بذلك على طريقة العطف، تنبيهاً على جمعها لعنوانين جليلين.