الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ }

{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً } أي: تعتبرون بحالها وتستدلون بها { نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا } أي: من الألبان { وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ } أي: في ظهورها وأصوافها وشعورها ونتاجها { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } أي: بخلقه وتسخيره وإلهامه. فله الحمد.

قال الزمخشري: والقصد بالأنعام أي الإبل، لأنها هي المحمول عليها في العادة. وقرنها بالفلك التي هي السفائن، لأنها سفائن البر.

قال ذو الرمة:
سفينةُ بَرٍ تحت خَدِّي زِمَامُها   
قال الشهاب: وجعلُ الإبل سفائن البر معروف مشهور. وهي استعارة لطيفة. وقد تصرفوا فيها تصرفات بديعة. كقول بعض المتأخرين:
لِمَنْ شِجرٌ أثقلَتْها ثمارُها   سفائنُ بَرٍ والسَّرَابُ بحارُها
ولما بين تعالى دلائل التوحيد، تأثره بقصص بعثة الرسل لعلو كلمته، فقال سبحانه: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا... }.