الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ }

{ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً } أي: بالاستحالة من بياض إلى حمرة كالدم الجامد { فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً } أي: قطعة لحم بقدر ما يمضغ { فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً } أي: بأن صلبناها وجعلناها عموداً للبدن، على هيئات وأوضاع مخصوصة، تقتضيها الحكمة { فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً } أي: جعلناه محيطاً بها ساتراً لها كاللباس { ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ } أي: بتمييز أعضائه وتصويره، وجعله في أحسن تقويم { فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ } أي: تعاظم قدرة وحكمة وتصرفاً { أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ } أي: المقدرّين. فـ (الخلق) بمعنى التقدير كقوله:
وَلأَنْتَ تَفْرِي ما خلقتَ وَبَعْـ   ـضُ القوم يَخْلُقُ ثم لا يَفْرِي
لا بمعنى الإيجاد. إذ لا خالق غيره، إلا أن يكون على الفرض.