الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ }

{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ } أي: لشدة الهول من هجوم ما شغل البال حتى زال به التعاطف والتآلف، إذيَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [عبس: 34-37] ونفي نفع النسب، إذا دهم مثل ذلك معروف.

كما قال:
لاَ نَسَبَ اليومَ وَلاَ خُلَّةٌ   اتَّسَعَ الخرقُ عَلَى الراقِعِ
{ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } أي: لا يسأل بعضهم بعضاً، لعظم الفزع وشدة ما بهم من الأهوال، وذهولهم عما كان بينهم من الأحوال، فتنقطع العلائق والوُصلَ التي كانت بينهم، وجليّ أن نفي التساؤل إنما هو وقت النفخ، كما دل عليه قوله: { فَإِذَا } أي: فوقت القيام من القبور وهول المطلع يشتغل كل بنفسه. وأما ما بعده فقد يقع التساؤل، كما قال تعالى:وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } [الصافات: 27] لأن يوم القيامة يوم ممتد. ففيه مشاهد ومواقف. فيقع في بعضها تساؤل وفي بعضها دهشة تمنع منه.

تنبيه

روى هنا بعض المفسرين أخباراً في نفع النسب النبوي. وحبذا لو روي شيء منها في الصحيحين، أو في مسانيد من التزم الصحة.