{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ } أي: رغب في انتشار دعوته، وسرعة علو شرعته { أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ } أي: بما يصد عنها، ويصرف المدعوين عن إجابتها { فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ } أي: يبطله ويمحقه { ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ } أي: يثبتها{ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ } [الرعد: 17] { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } يعلم الإلقاءات الشيطانية، وطريق نسخها من وجه وحيه. { حَكِيمٌ } يحكم آياته بحكمته.
ثم أشار إلى أن من مقتضيات حكمته أنه يجعل الإلقاء الشيطانيّ فتنة للشاكين المنافقين والقاسية قلوبهم عن قبول الحق، ابتلاء لهم ليزدادوا إثما. ورحمة للمؤمنين ليزدادوا ثباتاً واستقامة، فقال تعالى: { لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي... }.