الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ }

{ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ } أي: لا يدفعونها عن أشرف أعضائهم وأقواها. فتقديم الوجه لشرفه، ولكون الدفع عنه أهم من غيره أيضاً { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } أي: بدفع أحد عنهم. وجواب { لَوْ } محذوف أي: لما استعجلوا. وقيل { لَوْ } للتمني. لا جواب لها { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ } أي: فجأة فتحيّرهم لأنهم إن أرادوا الصبر عليها لم يقدروا عليه. وإن أرادوا ردّها { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا } أي: بسبب من الأسباب { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي: يمهلون ليستريحوا طرفة عين لتمام مدة الإنظار قبله. ثم أشار إلى تسليته عليه الصلاة والسلام عن استهزائهم، في ضمن وعيد لهم، بقوله تعالى: { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ... }.