الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }

{ خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } كقوله تعالى:وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } [الإسراء: 11] جعل لفرط استعجاله وقلة صبره كأنه مخلوق منه. كقولك: (خلق زيد من الكرم) تنزيلاً لما طبع عليه من الأخلاق، منزلة ما طبع هو منها من الأركان، إيذاناً بغاية لزومه له، وعدم انفكاكه عنه. فالآية استعارة مكنية، بتشبيه العجل لكونه مطبوعاً عليه بمادته. ويجوز أن تكون تصريحية. والمراد بالإنسان: الجنس. ومن (عجلته) مبادرته إلى الكفر واستعجال الوعيد { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي } أي: نقماتي في الدنيا كوقعة بدر. وفي الآخرة عذاب النار { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } أي: بالإتيان بها.