الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }

{ وَجَعَلْنَا فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ } أي: جبالاً ثوابت { أَن تَمِيدَ بِهِمْ } أي: لئلا تتحرك وتضطرب بهم. فلولا الجبال لكانت الأرض دائمة الاضطراب مما في جوفها من المواد الدائمة الجيشان.

وقوله تعالى: { وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } الضمير في { فِيهَا } للأرض. وتكرير الفعل لاختلاف المجعولين، ولتوفية مقام الامتنان حقه. أو للرواسي لأنها المحتاجة إلى الطرق. وعلى الثاني اقتصر ابن كثير. قال: فقد يشاهد جبل هائل بين بلدين، وإذا فيه فجوة يسلك الناس فيها، رحمة منه تعالى: { سُبُلاً } بدل من { فِجَاجاً } أشير به إلى أنه مع السعة نافذ مسلوك، وأنه خلق ووسع لأجل السابلة. ومعنى: { يَهْتَدُونَ } أي إلى مصالحهم. وقوله تعالى: { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ... }.