الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } * { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ }

{ قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } قرئ بالحركات الثلاث على الميم.

قال الزمخشريّ أي: ما أخلفنا موعدك، بأن ملكنا أمرنا. أي: لو ملكنا أمرنا، وخلينا وراءنا، لما أخلفناه. ولكن غلبنا من جهة السامريّ وكيده { وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ } بفتح الحاء مخففاً وبضمها وكسر الميم مشدداً { أَوْزَاراً } أي: أثقالاً وأحمالاً { مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ } أي: من حليّ القبط، قوم فرعون، وهو حليُّ نسائهم { فَقَذَفْنَاهَا } أي: في النار لسكبها { فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ } أي: كان إلقاؤه { فَأَخْرَجَ لَهُمْ } أي: من تلك الحليّ المذابة { عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ } أي: صوت عجل. وقد قيل: إنه صار حيّاً، وخار كما يخور العجل. وقيل: لم تحلّه الحياة وإنما جعل فيه منافذ ومخارق، بحيث تدخل فيها الرياح فيخرج صوت يشبه صوت العجل. أفاده الرازيّ.

وقوله: { فَقَالُواْ } أي: السامريُّ ومن افتتنوا به { هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } أي: غفل عنه وذهب يطلبه في الطور. ثم أنكر تعالى على من ضل بهذا العجل وأضل، مسفها لهم فيما أقدموا عليه، مما لا يشتبه بطلانه على أحد، بقوله سبحانه: { أَفَلاَ يَرَوْنَ... }.