الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ } * { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

{ وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ } أي: من قبل إتيان البينة، أو محمد عليه السلام { لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ } أي: بالعذاب الدنيويّ { وَنَخْزَىٰ } أي: بالعذاب الأخرويّ. أي: ولكنا لم نهلكهم قبل إتيانها. فانقطعت معذرتهم. فعند ذلك قالوا: بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء { قُلْ } أي: لأولئك الكفرة المتمردين { كُلٌّ } أي: منا ومنكم { مُّتَرَبِّصٌ } أي: منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم { فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ } أي: عن قرب { مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ } أي: المستقيم { وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ } أي: من الزيغ والضلالة. أي: هل هو النبيّ وأتباعه، أم هم وأتباعهم؟

وقد حقّق الله وعده. ونصر عبده. وأعز جنده. وهزم الأحزاب وحده. فله الحمد في الأولى والآخرة.