الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ } * { قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ }

{ ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ رَبُّهُ } أي: اصطفاه ووفقّه للإنابة { فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ * قَالَ } أي: بعد قبول توبته { ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً } أي: انزلا من الجنة إلى الأرض { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } أي: متعادين.

قال المهايميّ: فالمرأة عدوّة الزوج في إلجائه إلى تحصيل الحرام. والزوج عدوّها في إنفاقه عليها. وإبليس يوقع الفتنة بينهما , ويدعوهما إلى أنواع المفاسد التي لا ترتفع إلا باتباع الأمر السماويّ. { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } أي: من كتاب ورسول.

{ فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ } أي: لا في الدنيا والآخرة. قال أبو السعود: ووضع الظاهر موضع المضمر في قوله: { هُدَايَ } مع الإضافة إلى ضميره تعالى، لتشريفه والمبالغة في إيجاب اتباعه. وقوله تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ... }.