{ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } أي: أعدلهم رأياً { إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } ونحوه قوله تعالى:{ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ } [المؤمنون: 112-113] انتهى. قال أبو السعود: ونسبة هذا القول إلى أمثلهم، استرجاع منه تعالى له، لكن لا لكونه أقرب إلى الصدق، بل لكونه أدلّ على شدة الهول. أي: ولكونه منتهى الأعداد القليلة. وكذلك لبثهم بالنسبة إلى الخلود السرمديّ، وإلى تقضّي الغائب الذي كأنْ لم يكن. ولا ينافي هذا ما جاء في آية:{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ } [الروم: 55] لأن المراد بالساعة: الحصة من الزمان القليل، فتصدق باليوم. كما أن المراد باليوم مطلق الوقت. ولذلك نكر، تقليلاً له وتحقيراً. قال الشهاب: ليس المراد بحكاية قول من قال { عَشْراً } أو { يَوْمَاً } أو { سَاعَةً } حقيقة اختلافهم في مدة اللبث، ولا الشك في تعيينه. بل المراد أنه لسرعة زواله؛ عبّر عن قلّته بما ذكر. فتفنن في الحكاية، وأتى في كل مقام بما يليق به.