الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }

{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }.

روى البخاريّ في صحيحه في كتاب التفسير عن أنس قال: " سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في أرض يخترف، فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث، لا يعلمهن إلا نبيّ. فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزِع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: " أخبرني بهن جبريل آنفا " ، قال: جبريل؟ قال: " نعم " قال: ذاك عدوّ اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ }. " أما أول أشراط الساعة، فنار تَحْشُر الناسَ من المشرق إلى المغرب. وأما أول طعام أهل الجنة، فزيادة كبد الحوت. وإذا سبق ماءُ الرجل ماء المرأة، نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت " قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله! إن اليهود قوم بُهُتٌ وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يَبْهَتُوني، فجاءت اليهودُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: " أيُّ رجل عبد الله فيكم "؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، قال: " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام "؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك! فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. فقالوا: شرُّنا وابن شرنا. وانتقصوه. قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله ".

وروى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية قال: حضرت عصابة من اليهود رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبيّ. وساق نحواً مما تقدم. وتتمته قالوا: أنت الآن، فحدثنا من وليّك من الملائكة، فعندها نجامعك أو نفارقك، قال: " فإن ولي جبريل، ولم يبعث الله نبيّاً قط، إلا وهو وليه " قالوا: فعندها نفارقك. ولو كان وليّك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك. قال: " فما منعكم أن تصدقوه؟ " قالوا: إنه عدوّنا، فأنزل الله عز وجل: { قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ } إلى قوله: { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } فعندها باؤوا بغضب على غضب.

وفي رواية للإمام أحمد والترمذيّ والنسائيّ في القصة: فأخبرْنا من صاحبك؟ قال: " جبريل عليه السلام " قالوا: جبريل! ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب، عدونا.

السابقالتالي
2 3 4