الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }

{ وَقَالُواْ } بيان لنوع آخر من مخازيهم. والقائلون المعاصرون للنبيّ عليه الصلاة السلام: { قُلُوبُنَا غُلْفٌ } هذا كقوله تعالى:وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } [فصلت: 5] أي: هي مغشاة بأغطية مانعة من وصول أثر دعوتك إليها. فلا تفقهه، مستعار من الأغلف الذي لم يختن { بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ } رد الله أن تكون قلوبهم كذلك لأنها متمكنة من قبول الحق، وإنما طردهم عن رحمته بسبب كفرهم وزيغهم. وهذا كما قال في سورة النساء:وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } [النساء: 155]. وقوله: { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } { مَّا } مزيدة للمبالغة أي: فإيماناً قليلاً يؤمنون، وهو إيمانهم ببعض الكتاب.