لما بين تعالى نعوت المؤمنين قبلُ، شرح أحوال مقابليهم وهم الكفرة المردة بأنهم: تناهَوْا في الغواية والضلال إلى حيث لا يجديهم الإنذار والتذكير، كما قال تعالى:{ إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ } [يونس: 96-97]. وكقوله سبحانه في المعاندين الكتابيين:{ وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ } [البقرة: 145] الآية. و { سَوَآءٌ } اسم بمعنى: الاستواء، وصف به، كما يوصف بالمصادر، مبالغةً؛ ومنه قوله تعالى:{ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } [آل عمران: 64]. بمعنى: مستوية. والإنذار: الإعلام مع تخويف. والمراد هنا: التخويف من عذابه تعالى، وانتقامه، والاقتصار عليه لما أنهم ليسوا أهلاً للبشارة، ولأن الإنذار أوقع في القلوب؛ ومن لم يتأثر به فَلأَنْ لا يرفع للبشارة رأساً - أوْلَى. وقوله: { لاَ يُؤْمِنُونَ } جملة مستقلة، مؤكدة لما قبلها، مبيّنة لما فيه من إجمال ما فيه الاستواء.