الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ } يعني الجامع بين كونه كتاباً منزلاً وفرقاناً يفرق بين الحق والباطل، يعني التوراة، كقولك: رأيت الغيث والليث تريد الرجل الجامع بين الجود والجراءة، ونحوه قوله تعالى:وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْراً لَّلْمُتَّقِينَ } [الأنبياء: 48] يعني الكتاب الجامع بين كونه فرقاناً وضياءً وذكراً، أو التوراة والبرهان الفارق بين الكفر والإيمان من العصا واليد وغيرها من الآيات، أو الشرع الفارق بين الحلال والحرام. وقيل: الفرقان انفراق البحر. وقيل: النصر الذي فرق بينه وبين عدوه، كقوله تعالى:يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ } [الأنفال: 41] يريد به يوم بدر { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: لكي تهتدوا بالعمل فيه من الضلال.