الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ }

{ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا } أي: أذهبهما عن الجنة، وأبعدهما. يقال: زلّ عن مرتبته، وزل عني ذاك، إذا ذهب عنك؛ وزلّ من الشهر كذا. وقال ابن جرير: { فَأَزَلَّهُمَا } ، بتشديد اللام، بمعنى استزلهما، من قولك: زل الرجل في دينه، إذا هفا فيه وأخطأ، فأتى ما ليس له إتيان فيه، وأزله غيره إذا سبب له ما يزل من أجله في دينه أو دنياه. وقرئ " فأزالهما " بالألف، من التنحية { فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ } من الرغد والنعيم والكرامة { وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ } أي: انزلوا إلى الأرض، خطاب لآدم وحواء والشيطان. أو خطاب لآدم وحواء خاصة، لقوله في الآية الأخرى:قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً } [طه: 123] وجمع الضمير لأنهما أصلا الإنس، فكأنهما الإنس كلهم { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } متعادين يبغي بعضكم على بعض { وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } منزل وموضع استقرار { وَمَتَٰعٌ } تمتع بالعيش { إِلَىٰ حِينٍ } أي: إلى الموت.