الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ } قال كثيرون: الحكمة إتقان العلم والعمل. وبعبارة أخرى معرفة الحق والعمل به. قال أبو مسلم: الحكمة فِعلة من الحكم وهي كالنحلة من النحل، ورجل حكيم إذا كان ذا حجاً ولبّ وإصابة رأى. وهي في هذا الموضع في معنى الفاعل. ويقال: أمر حكيم، أي محكم، وهو فعيل بمعنى مفعول، قال تعالى:فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان: 4].

{ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } إذ بها انتظام أمر الدارين. والإظهار في مقام الإضمار لإظهار الاعتناء بشأنها. وفي إيلاء هذه الآية لما قبلها إشعار بأن الذي لا يغتر بوعد الشيطان ويوقن بوعد الله هو من آتاه الله الحكمة { وَمَا يَذَّكَّرُ } أي: يتعظ بأمثال القرآن والحكمة { إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } أي: ذوو العقول من الناس، الخالصة من شوائب الهوى. وهم الحكماء. والمراد به الحث على العمل بما تضمنت الآي في معنى الإنفاق.