الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

{ ٱلشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ } في الإنفاق { وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ } أي: يغريكم على البخل ومنع الصدقات إغراء الآمر للمأمور. والفاحش، عند العرب، البخيل. قال طَرَفَةُ:
أَرَى الموتَ يَعتْامُ الكرامَ وَيَصْطَفِي   عَقِيلَةَ مَالِ الفَاحِشِ المتشدِّدِ
قال الحراليّ: الفحشاء كل ما اجتمعت عليه استقباحات الشرع. وأعظم مراد بها هنا البخل الذي هو أدوأ داء. لمناسبة ذكر الفقر. وعليه ينبني شر الدنيا والآخرة. ويلازمه الحرص ويتابعه الحسد ويتلاحق به الشر كله.

{ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم } بالإنفاق لا سيما من الجيد { مَّغْفِرَةً مِّنْهُ } للذنوب { وَفَضْلاً } خَلَفاً وثواباً في الآخرة { وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } قدرة وفضلاً فيحقق ما وعدكم به من المغفرة وإخلاف ما تنفقونه { عَلِيمٌ } بصدقاتكم. فلا يضيع أجركم.