الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }

{ فَهَزَمُوهُمْ } أي: هؤلاء القليلون، أولئك الكثيرين { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بنصره إذ شجع القليلين وجبَّن الكثيرين { وَقَتَلَ دَاوُدُ } وكان في جيش طالوت { جَالُوتَ } الذي هو رأس الأقوياء { وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ } أي: أعطى الله داود ملك بني إسرائيل { وَٱلْحِكْمَةَ } أي: الفهم والنبوة { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ } من صنعة الدروع وغيرها { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ } من أهل الشر { بِبَعْضٍ } من أهل الخير { لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ } أي: بغلبة الكفار وظهور الشرك والمعاصي كما قال تعالى:وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً } [الحج: 40] الآية.

{ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } أي: منٍّ عليهم بالدفع. ولذلك قوّي سبحانه هؤلاء الضعفاء وأعطى بعضهم الملك والحكمة ومن سائر العلوم، ليدفع فساد الأقوياء بالسيف.