{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } أي: انقضت عدتّهن. وقد دلّ سياق الكلامين على اختلاف البلوغين، إذ الأول دلّ على المشارفة للأمر بالإمساك، وهذا على الحقيقة للنهي عن العَضْل { فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ } أي: لا تمنعوهن { أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ } الذين طلّقوهن والآن يرغبن فيهم { إِذَا تَرَاضَوْاْ } أي: النساء والأزواج { بَيْنَهُمْ بِٱلْمَعْرُوفِ } أي: بما يحسن في الدين من الشرائط { ذٰلِكَ } أي: النهي عن العضْل { يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكُمْ } أي: الاتعاظ بترك العضل والضرار { أَزْكَىٰ لَكُمْ } أي أصلح لكم { وَأَطْهَرُ } لقلوبكم وقلوبهن من الريبة والعدواة { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } أي: يعلم ما فيه صلاح أموركم فيما يأمر وينهي ومنه ما بينه هنا وأنتم لا تعلمونه، فدعوا رأيكم وامتثلوا أمره تعالى ونهيه في كلّ ما تأتون وما تذرون. وقد روي: أن هذه الآية نزلت في معقل بن يسار المزنيّ وأخته. أخرج البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم عن معقل بن يسار: أنه زوجّ أخته رجلاً من المسلمين. فكانت عنده ثم طلّقها تطليقة ولم يراجعها. حتى انقضت العدّة فهويها وهويته. فخطبها مع الخطاب. فقال له: يا لكع! أكرمتك بها وزوجتكها فطلّقتها، والله لا ترجع إليك أبداً. فعلم رسول الله حاجته إليها وحاجتها إليه، فأنزل الله الآية. فلما سمعها معقل قال: سمعٌ لربي وطاعة! ثم دعاه وقال: أزوّجك وأكرمك. زاد ابن مردويه: وكفّرت عن يميني.