{ وَإِذَا قِيلَ لَهُ } على نهج العظة { ٱتَّقِ ٱللَّهَ } في النفاق، واحذر سوء عاقبته. أو في الإفساد والإهلاك وفي اللجاج بالباطل { أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ } أي: حملته الأنَفَة وحميّة الجاهلية على الفعل بالإثم وهو التكبّر؛ أو المعنى: أخذته الحميّة للإثم الذي في قلبه فمنعته عن قبول قول الناصح { فَحَسْبُهُ } أي: كافيه { جَهَنَّمُ } إذا صَارَ إليها واستقرّ فيها جزاءً وعذاباً { وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } أي: الفراش الذي يستقر عليه بدل فرش عزّته. قال الراغب: المهد معروف، وتصور منه التوطئة، فقيل لكلّ وطيءٍ مهد. والمهاد يجعل تارةً جمعاً للمهد، وتارةً للآلة نحو فراش. وجعل جهنم مهاداً لهم كما جعل العذاب مبشَّراً به في قوله:{ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [آل عمران: 21، والتوبة: 34، والانشقاق: 24]. وقال الحاكم: هذه الآية تدلّ على أنّ من أكبر الذنوب عند الله أن يقال للعبد: اتق الله! فيقول: عليك نفسك. قال الزمخشري: ومنه ردّ قول الواعظ. وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى:{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } [الحج: 72]. ولما أتم تعالى الإخبار عن هذا الفريق من الناس الضالّ، أتبعه بقسيمه المهتدي، ليبعث العباد على تجنّب صفات الفريق الأول، والتخلق بِنُعوت الثاني فقال: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ... }.