الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ }

{ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } أي: الحق من الله، لا من غيره. يعني أن الحق ما ثبت أنه من الله، كالذي أنت عليه. وما لم يثبت أنه من الله، كالذي عليه أهل الكتاب، فهو الباطل. أي: هذا الذي يكتمونه هو الحق من ربك. وقرأ عليّ رضي الله عنه { الْحَقَّ } بالنصب على الإبدال من الأول، كما في الكشاف. أو المفعولية لـ { يَعْلَمُونَ } ، كما قاله أبو البقاء. { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } الشاكّين في كتمانهم الحق مع علمهم. أو في الحق الذي جاءك من ربك، وهو ما أنت عليه، ومعلوم أن الشك غير متوقع منه، ففيه تعريض للأمة. وقال الراغب: ليس هذا بنهي عن الشك لأنه لا يكون بقصد من الشاكّ، بل هو حث على اكتساب المعارف المزيلة للشك واستعمالها. وعلى ذلك قوله:إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } [هود: 46].