{ قُلْ } منكراً لمحاجتهم ومُوبِّخاً لهم عليها { أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ } أي: أتناظروننا في توحيد الله والإخلاص له واتباع الهدى وترك الهوى { وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } المستحق لإخلاص العبودية له وحده لا شريك له، ونحن وأنتم في العبودية له سواء { وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } أي: نحن برآء منكم ومما تعبدون، وأنتم برآء منا. كما قال في الآية الأخرى{ وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [يونس: 41] وقال تعالى:{ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } [آل عمران: 20] الآية. { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } في العبادة والتوجيه، لا نشرك به شيئاً وأنتم تشركون به عُزيراً والمسيحَ والأحبارَ والرهبانَ. ولما بقي من مباهتاتهم ادعاؤهم أن أسلافهم كانوا على دينهم، أبطلها سبحانه بقوله:
{ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ... }.