الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } من المشركين أو من أهل الكتاب وهو الأظهر؛ لأن ما تقدم، كُلَّهُ في حوارهم وردّ أضاليلهم. ونفى عنهم العلم لأنهم لم يعملوا به { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } هلا يكلمنا كما يكلم الملائكة وكلم موسى؟ استكباراً منهم وعتوا { أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ } جحوداً لأن يكون ما أتاهم من آيات الله، آيات، واستهانةٌ بها { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ } أي: هذا الباطل الشنيع فقالوا: أرنا الله جهرة. وفي ذلك تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه كما تُعُنِّت عليه تُعُنِّت على من قبله { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } أي: قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمى والعناد والتحكم على الأنبياء { قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } أي: بالحق. لا تعتريهم شبهة ولا ريبة وهذا رد لطلبهم الآية وفي تعريف الآيات وجمعها وإيراد التبيين المفصح عن كمال التوضيح، مكان الإتيان الذي طلبوه، ما لا يخفى من الجزالة. والمعنى أنهم اقترحوا آية فذة، ونحن قد بينا الآيات العظام لقوم يطلبون الحق واليقين. وإنما لم يتعرض لرد قولهم: { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } إيذاناً بأنه من ظهور البطلان بحيث لا حاجة له إلى الرد والجواب.