الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ بَلَىٰ } إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنة { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ } من أخلص نفسه له لا يشرك به غيره. وإنما عبر عن النفس بالوجه، لأنه أشرف الأعضاء، ومجمع المشاعر، وموضع السجود، ومظهر آثار الخضوع. أو المعنى: من أخلص توجهه وقصده، بحيث لا يلوي عزيمته إلى شيء غيره { وَهُوَ مُحْسِنٌ } في عمله، موافق لهديه صلى الله عليه وسلم، وإلا لم يقبل، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ " رواه مسلم { فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ } وهو عبارة عن دخول الجنة. وتصويرُه بصورة الأجر للإيذان بقوة ارتباطه بالعمل. { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من لحوق مكروه { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } من فوات مطلوب. والجمع في الضمائر الثلاثة باعتبار معنى { مَنْ } كما أن الإفراد في الضمائر الأول باعتبار اللفظ.