الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }

{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ } أي: سهلنا هذا القرآن بلغتك { لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلْمُتَّقِينَ } أي: الذين اتقوا عقاب الله، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، بالجنة { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً } أي تخوف بهذا القرآن عذاب الله قومك من بني قريش. فإنهم أهل لدد وجدل بالباطل، لا يقبلون الحق (واللدد) شدة الخصومة. والباء في قوله: { بِلِسَانِكَ } بمعنى (على). أي: على لغتك. أو ضمن (التيسير) معنى (الإنزال) أي: يسرنا القرآن، منزلين له بلغتك، ليسهل تبليغه وفهمه وحفظه.

قال الزمخشري: هذه خاتمة السورة ومقطعها. فكأنه قال: بلغ هذا المنزل، أو بشر به وأنذر، فإنما أنزلناه الخ، أي: فالفاء لتعليل أمر ينساق إليه النظم الكريم.

وقال الرازي: بين به بهذا، عظيم موقع هذه السورة، لما فيها من التوحيد والنبوة، والحشر والنشر، والرد على فرق المضلين المبطلين. وأنه يسَّر ذلك لتبشير المتقين وإنذار من خالفهم، وقد ذكرهم بأبلغ وصف سييء وهو اللدد. لأن الألد الذي يتمسك بالباطل ويجادل فيه.

ثم إنه تعالى ختم هذه السورة بموعظة بليغة، فقال تعالى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا... }.