الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً }

{ كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ } أي: نحفظه عليه للْمؤَاخَذَة به { وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } بمضاعفته له، جزاءً لاستهزائه { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ } أي: ننزع عنه ما آتيناه من مال وولد، فلا يبقيان له حتى يمكنها قطع العذاب عنه { وَيَأْتِينَا فَرْداً } أي: في الحشر، لا يصحبه مال ولا ولد. فما يجدي عليه تمنيه وتألّيه.

وقد روى البخاري: عن خباب رضي الله عنه، قال: كنت قينا - حدَّاداً - في الجاهلية بمكة، فعملت للعاص بن وائل سيفاً، فجئت أتقاضاه فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد. قلت: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث. قال: فذرني حتى أموت، ثم أبعث فسوف أوتى مالاً وولداً فأقضيك. فنزلت الآية. قال ابن عباس: فضرب الله مثله في القرآن.