{ قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً } أي: من كان مغموراً بالجهل والغفلة عن عواقب الأمور. وهم المذكورون قبلُ، ومن شاكلهم، { فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } أي: يمد له ويمهله بطول العمر وإعطاء المال. وإخراجهُ على صيغة الأمر للإيذان بأن ذلك مما ينبغي أن يفعل بموجب الحكمة؛ لقطع المعاذير. كما ينبىء عنه قوله تعالى:{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } [فاطر: 37] أو للاستدراج كما ينطق به قوله تعالى:{ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوۤاْ إِثْمَاً } [آل عمران: 178] وقيل المراد به: الدعاء بالمد والتنفيس والإمهال. أي: فأمهله الله فيما هو فيه حتى يلقى ربه وينقضي أجله، إما بعذاب يصيبه، وإما الساعة بغتة. وقد بين سبحانه غاية المد بقوله: { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً } أي: فئة وأنصاراً.