الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً }

{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَٰوةَ } وقرئ (الصلوات) بالجمع أي: المتضمنة للسجود والأذكار، المستدعية للبكاء. وإذا أضاعوها فهم لما سواها من الواجبات أضيع. لأنها عماد الدين وقوامه وخير أعمال العباد { وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِ } أي: فأتوا بما ينافي البكاء والأمور المرضية من الأخلاق والأعمال، من الانهماك في المعاصي التي هي بريد الكفر { فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً } أي: شرّاً. قال الزمخشري: كل شر عند العرب غيّ، وكل خير رشاد. قال المرقش:
فمن يلقَ خيراً يحمَدِ الناسُ أمرَهُ   ومن يَغوَ لا يَعْدَمْ على الغيّ لائمَا
أي: من يفعل خيراً يحمد الناس أمره. ومن يفعل الشر لا يعدم اللوائم على فعله وقيل: أراد الشاعر بالخير: المال. وبالغيّ: الفقر. أي: ومن يفتقر. ومنه القائل:
والناس من يلق خيراً قائلون له   ما يشتهي. ولأمّ المخطئ الهَبَلُ
أي: الثكل. ويجوز أن يكون المعنى جزاء غيّ. كقوله تعالى:يَلْقَ أَثَاماً } [الفرقان: 68] أي: شرّاً وعقاباً. فأطلق عليه كما أطلق الغيّ على مجازاته المسببة عنه، مجازا. أو: { غَيّاً } ضلالاً عن طريق الجنة. فهو بمعناه المشهور.