الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً }

{ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ } وهو ابن إبراهيم عليهما السلام. وإنما فَصَل ذكره عن ذكر أبيه وأخيه، لإبراز كمال الاعتناء بأمره، بإيراده مستقلاًّ. وقوله: { إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ ٱلْوَعْدِ } تعليل للأمر. وإيرادُه عليه السلام بهذا الوصف، وإن شاركه فيه بقية الأنبياء، تشريفاً له وإكراماً. ولأنه المشهور من خصاله. وناهيك أنه وعد من نفسه الصبر على الذبح، فوفّى به حيث قال:سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } [الصافات: 102] وهذا أعظم ما يتصور فيه. وفيه تنبيه بعظم هذه الخلة. ولذا كان ضدها نفاقاً، كما صرَّحت به الأخبار. { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِٱلصَّـلاَةِ وَٱلزَّكَـاةِ } أي: كان يبدأ أهله في الأمر بالصلاح والعبادة ليجعلهم قدوة لمن وراءهم. ولأنهم أولى من سائر الناسوَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214]وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ } [طه: 132]وۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } [التحريم: 6] ألا ترى أنهم أحق بالتصدق عليهم؟ فالإحسان الديني أولى. أفاده الزمخشري. { وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } أي: لاتصافه بالنعوت الجليلة التي منها ما ذكر. وقوله تعالى: { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ... }.