الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً }

{ وَأَعْتَزِلُكُمْ } أي: أتباعد عنك وعن قومك بالهجرة: { وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي: من أصنامكم.

قال الزمخشري: المراد بالدعاء: العبادة، لأنه منها ومن وسائطها. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة " ويدل عليه قوله تعالى:فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [مريم: 49] { وَأَدْعُو رَبِّي } أي: أعبده وحده { عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً } أي: خائباً ضائع السعي. وفيه تعريض بشقاوتهم بدعاء آلهتهم، مع التواضع لله بكلمة { عَسَىۤ } وما فيه من هضم النفس ومراعاة حسن الأدب، والتنبيه على أن الإجابة والإثابة بطريق التفضل منه تعالى.