الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً }

{ يٰأَبَتِ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } لكونك عصيته وواليت عدوه، فيقطع رحمته عنك، كما قطعها عن الشيطان { فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } أي: مقارناً له ومشاركاً معه في عذابه.

قال الزمخشري: ربَّع عليه السلام بتخويفه سوء العاقبة، وبما يجره ما هو فيه من التبعة والوبال. ولم يخل ذلك من حسن الأدب، حيث لم يصرح بأن العقاب لا حق له، وأن العذاب لاصق به، ولكنه قال: { أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ } فذكر الخوف والمس ونكّر العذاب. وجعل ولاية الشيطان ودخوله في جملة أشياعه وأوليائه، أكبر من العذاب وصدّر كل نصيحة من النصائح الأربعة بقوله: { يٰأَبَتِ } توسلاً إليه واستعطافاً. وقوله تعالى: { قَالَ أَرَاغِبٌ.. }.