الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً }

{ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } أي: تعجبت من هذا وقالت: كيف يكون لي غلام، أي: على أي: صفة يوجد مني، ولست بذات زوج ولا يتصور مني الفجور؟.

قال الزمخشري: جعل المس عبارة عن النكاح الحلال، لأنه كناية عنه. كقوله تعالى:مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ } [البقرة: 237]أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } [النساء: 43 ، المائدة: 6] والزنى ليس كذلك. إنما يقال فيه (فَجَرَبَها، وخبث بها) وما أشبه ذلك. وليس بقَمنٍ أن تراعى فيه الكنايات والآداب. وإنما اقتصر في سورة آل عمران على قوله:وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } [آل عمران: 47] لكون هذه السورة متقدمة النزول عليها. فهي محل التفصيل. بخلاف تلك. فلذا حسن الاكتفاء فيها. وقيل: جعل المس ثَمَّ كناية عنهما، على سبيل التغليب. و(البغيُّ): الفاجرة التي تبغي الرجال. ووزنه (فعول) ولذا لم تلحقه التاء، لأنه يستوي فيه المذكر والمؤنث، وإن كان بمعنى فاعل كصبور. أو فعيل بمعنى فاعل، ولم تلحقه التاء لأنه للمبالغة.