الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كۤهيعۤصۤ } * { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } * { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً }

{ كۤهيعۤصۤ } سلف في أول سورة البقرة الكلام على هذه الأحرف، المبتدأ بها. وأولى الأقوال بالصواب أنها أسماء للسورة المبتدأ بها. وكونها خبر مبتدأ محذوف. أي: هذا { كۤهيعۤصۤ } أي: مسمى به، وقوله تعالى: { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } مبتدأ خبره محذوف. أي: فيما يتلى عليك. أو خبر محذوف. أي: هذا المتلو ذكرها. و { زَكَرِيَّآ } والد يحيى عليهما السلام. بدل من { عَبْدَهُ } أو عطف بيان له. قال المهايميّ: أي: ذكر الله لنا ما رحم به زكريا عليه السلام بمقتضى كمال ربوبيته. فأعطاه ولداً كاملاً في باب النبوة. فبشره بنفسه تارة وبملائكته أخرى. وتولى تسميته ولم يشرك فيه من تقدمه. وذكرُها لنا كبير هبة لنا، في تعريف مقام النبوة، وقدرة الله وعنايته بصفوته. { إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَآءً خَفِيّاً } ظرف لـ { رَحْمَتِ } أو بدل اشتمال من { زَكَرِيَّآ } والنداء في الأصل: رفع الصوت وظهوره. والمراد به: الدعاء. وقد راعى أدب الدعاء وهو إخفاؤه؛ لكونه أبعد عن الرياء، وأدخل في الإخلاص. ثم فسر الدعاء بقوله: { قَالَ رَبِّ إِنَّي... }.