الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً }

{ مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ } أي: ما لهم بالولد، أو باتخاذه، أو بالقول، من علم. بل إنما يصدر عن جهل مفرط، وتوهم كاذب، وتقليد للآباء. لا عن علم يقين، ويقين. ويؤيده قوله: { كَبُرَتْ كَلِمَةً } أي: ما أكبرها كلمة { تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } وذلك لأن الولد مستحيل لا معنى له. إذ العلم اليقينيّ يشهد أن الوجود الواجبي أحديّ الذات، لا يماثله الوجود الممكن. والولد هو المماثل لوالده في النوع المكافئ له في القوة. وجملة { تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } صفة لـ { كَلِمَةً } تفيد استعظام اجترائهم على إخراجها من أفواههم. قال الشهاب: لأن المعنى: كبر خروجها. أي: عظمت بشاعته وقباحته بمجرد التفوه. فما بالك باعتقاده { إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً } أي: قولاً كذبا لا يكاد يدخل تحت إمكان الصدق أصلاً. وذلك لتطابق الدليل القطعيّ، والوجدان الذوقيّ على إحالته.